سر الوجود إدارية
عدد المساهمات : 407 تاريخ التسجيل : 20/07/2010 النقاط : 53284
| موضوع: تطور الشعر الاجتماعي وخصائصه الجمعة مايو 06, 2011 6:09 pm | |
| الشعراء مصابيح أممهم قناديل تضيء المجاهل والدروب للأمم المتخبطة في دياجير الجهل والفقر والضياع. تعريف الشعر الاجتماعي: هو الذي يتناول قضايا المجتمع بشيء من التفصيل فيبرز الداء ويصف الدواء يضخم الداء حتى تحس به الأمة فتستأصله من جسدها كما يستأصل المرض الخبيث من الجسم العليل. أما عن الأسباب التي جعلت الشعراء في العصر الحديث يهتمون بالشعر الاجتماعي فهي كما يلي: -كثرة المشاكل وتنوعها – انتشار الوعي والروح القومية – تفاعل الشعراء مع محيطهم وإحساسهم بمشاكل المجتمع – وإدراكهم لدورهم الفعال في تحذير المجتمع من مغبة التردي والانحطاط ودفعه نحو السمو. والشعر الاجتماعي هو الذي يتناول حياة الناس العادية اليومية كالعدالة الاجتماعية والفقر العمل الأمراض الاجتماعية والآفات الخلقية ومشاكل المرأة والعمال التعليم والدين...
في العصر الحديث: استقل الشعر الاجتماعي في قصائد خاصة حيث ترك الشعراء قصور الحكام وحولوا مصابيحهم إلى الشعوب قصد تنوير دربها وتوجيهها وتوعيتها وإصلاح شانها. فما من شاعر إلا ونظم في الشعر الاجتماعي فظهر الرصافي والزهاوي في العراق وشوقي وحافظ في مصر وخليل مطران في الشام ومحمد العيد في الجزائر وإيليا أبو ماضي في المهجر الأمريكي... - بدافع إصلاحي تربوي توجه هؤلاء إلى الشعر الاجتماعي يرغبون في الفضائل وينفرون من الرذائل واعتمد الكثير منهم على الأسلوب المباشر في نقد سلبيات الناس فجاءت قصائدهم خطابية تظهر فيها الموعظة بشكل مباشر وهو ما نلاحظه في قول محمد العيد: ا لخمر فأس خراب هدمت أسرا ***مصونة عاث فيها صاحب الفأس
ويعظم شوقي رسالة المعلم بقوله: قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا
ويدعوا إلى تعليم المرأة بقوله: وإذا النساء نشان في أمية ****رضع الرجال جهالة وخمولا
ويؤيده حافظ بقوله: الأم مدرسة إذا أعددتها ****أعددت شعبا طيب الأعراق
كما كتب شوقي شعرا تعليميا على لسان الحيوان كما في قصيدة الأسد والضفدع وقصيدة الحمار التي يقول فيها: سقط الحمار من السفينة في الدجى **** فبكى الرفاق لفقده وترحموا حتى إذا طلع النهار أتت به **** نحو السفينة موجة تتقدم قالت:خذوه كما أتاني سالما **** لم ابتلعه لأنه لا يهضم
-وهكذا فقد اعتمد بعض الشعراء على أسلوب غير مباشر في معالجة قضايا كثيرا ما يتناساها الناس في خضم الحياة الواسع الأرجاء من ذلك قول إيليا في نبذ التكبر: نسي الطين ساعة انه طيـ **ن حقير فصال تيها وعربد وقد استعان بالأسلوب القصصي الجذاب في قصيدة الحجر الصغير إذ يقول: سمع الليل ذو النجوم أنينا ****وهو يغشى المدينة البيضاء فانحنى فوقها كمسترق السمع ***** يطيل السكوت والإصغاء
ومن أهم القضايا التي تناولها الشعر الاجتماعي قضية الفقر واليتم فهذا معروف الرصافي يصور حالة يتيم يوم العيد بقوله: اطل صباح العيد في الشرق يسمع ***ضجيج به الأفراح تمضي وترجع صباح به يكســــو الغني وليده **** ثيـــابا لها يبكي اليتيم المضيع
وهذا محمد العيد يدعو الأغنياء إلى مساعدة الفقراء بقوله: تفاقم كرب الفقير الكسير أما عندكم من يد جابرة ؟
واستنكر خلق فتاة العصر بقوله: ما بال سير فتاة العصر منحرفا **يهوي بها في مهاوي الإفك والزور
وقد كان للشعر الاجتماعي دور كبير في تبصير الناس وتوعيتهم وانتشالهم من نفايات الغرب وتشجيع المصلحين والمحسنين.
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر لون شعري جديد أطلق عليه الشعر الاجتماعي الثوري فيه دعوة للجماهير لاستئصال أسباب الفقر. يقول وصفي القرنفلي: فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة واستفاقوا الجوع ليس من السماء فمن إذا ؟ وهنا أفاقوا ومضوا فمن متسولين على الرصيف لثائرين.
ضروب أو أنواع الشعر الاجتماعي:
شعر اجتماعي تقريري يعتمد على تصوير الواقع الاجتماعي بأسلوب مباشر عن طريق ذكر العيوب وتحديد الدواء.
- شعر اجتماعي غير مباشر: يتناول المشاكل الاجتماعية بشكل غير مباشر بالرمز والإشارة كقصائد إيليا أبي ماضي.
شعر اجتماعي ثوري: يدعو إلى الثورة ضد الفقر.
أما خصائصه في كالتالي :
- معالجة القضايا الاجتماعية – السهولة والوضوح . – استعمال الأسلوب المباشر البعيد عن الخيال ليكون واضحا لدى الجميع . – استعمال الترغيب والترهيب .- وإجراء المقارنة لتوضيح الحقائق .- التركيز على الآفات الاجتماعية وإعطاء الدواء الناجع لها .- الترغيب في الفضائل والتنفير من الرذائل .
وأخيرا نقول انه كان للشعر الاجتماعي انعكاسات هامة على المجتمعات العربية حيث ساهم في توضيح الحقائق وتنوير الدروب وانتشال العرب من بحر الضياع وأوحال المدنية الغربية فأصبح مجتمعا واعيا مدركا لما يحيط به من مؤامرات ودسائس تستهدف قيمه ومثله ولغته ودينه وشخصيته. لولا الشعراء لغدا مجتمعنا كحديقة تسلطت عليها الحشرات فأودت بجمالها وعطرها. لكن هذا المجتمع انتعش وازدهر بفضل شعراء الإصلاح والتنوير الذين يعرفون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس فحولوا شعرهم لخدمة أمتهم وأوطانهم. | |
|