ملتقى ثانويتي الأمير خالد & محمد اليعقوبي
 الفرار إلى الله  Sdfsdu
أهلا و سهلا بزائرنا الكريم:

تسعدنا زيارتك الطيبة لملتقانا، و نسعد أكثر بدخولكَ و بدء المشاركة إذا كنت مسجلا من قبل.
أو التكرم بالتسجيل و من هنا نبدأ و نلتقي في الجنة بإذن الله.

شكــــرا ووفقك الله  الفرار إلى الله  896633

المديــر.  الفرار إلى الله  103798

ملتقى ثانويتي الأمير خالد & محمد اليعقوبي
 الفرار إلى الله  Sdfsdu
أهلا و سهلا بزائرنا الكريم:

تسعدنا زيارتك الطيبة لملتقانا، و نسعد أكثر بدخولكَ و بدء المشاركة إذا كنت مسجلا من قبل.
أو التكرم بالتسجيل و من هنا نبدأ و نلتقي في الجنة بإذن الله.

شكــــرا ووفقك الله  الفرار إلى الله  896633

المديــر.  الفرار إلى الله  103798

ملتقى ثانويتي الأمير خالد & محمد اليعقوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى ثانويتي الأمير خالد & محمد اليعقوبي

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
المواضيع الأخيرة
» اختبار الثلاثي الثاني 3 ع ت
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالإثنين فبراير 01, 2021 7:07 pm من طرف سر الوجود

» مجموعة من اختبارات الفصل الاول
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 22, 2014 2:55 pm من طرف عبد الحفيظ10

» اختبارات الفصل الاول في مادة الادب العربي
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 22, 2014 2:50 pm من طرف عبد الحفيظ10

» جميع مذكرات اللغة العربية 1 2 3 ثـــــــــــــــــــانوي
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 8:20 pm من طرف عبد الحفيظ10

» الثقة اساس النجاح و التفوق في الدراسة
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 11, 2014 9:08 pm من طرف Ferial

» مصطلحات العلوم الاجتماعية
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 29, 2014 9:37 pm من طرف احلام سالم

» فروض محروسة في الرياضيات
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2014 1:06 pm من طرف saadgholem

» قرص الرياضيات للسنة الأولى ثانوي جذع مشترك علوم و تكنولوجيا
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 20, 2014 1:03 pm من طرف saadgholem

» اختصار لدروس منهاج السنة الثالثة ثانوي
 الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 02, 2014 3:50 pm من طرف tuguy

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

  الفرار إلى الله

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البَتُول
عضو Vip
عضو Vip
البَتُول


عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
النقاط : 50377
العمر : 32

 الفرار إلى الله  Empty
مُساهمةموضوع: الفرار إلى الله     الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 20, 2010 10:14 am

الفرار إلى الله


( والسّماء بنيناها بأيدٍ وإنّالموسعون ـ ـوالأرض فرشناها فنعم الماهدون ـ ـ ومن كلّ شيء خلقنا زوجينلعلّكم تذكرون ـ ـ ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين ـ ـولا تجعلوامع الله إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين )
تمهيد :المقصودالأساسي من الآيات هو تحذير الخلق من الهلاك وترغيبهم في النّجاة , ولاسبيل إلى ذلك إلاّ بالفرار إلى الله , فمهّد لذلك بالآيات الثلاث الأوَلللتّرغيب فيه , وختم بالخامسة لبيان الفرار الصّحيح المُنجي عند الله .
الآية الأولى :
الألفاظ والتّراكيب :السّماءهي الجرم الأعظم الذي أحاط بالأجرام السابحة في الفضاء كلّها وعلا عليها ,بنيناها : ضممنا أجزاءها بعضها إلى بعض بغاية الدّقة والإحكام فكانتكالقبّة فوق الجميع , بأيد : بقوّة , لموسعون : لمُقتدرون ومُطيقون , علىاحتمال أن يكون من الوسع بمعنى القدرة والطّاقة , أو لموسعون ومُبعدون بينأرجائها على احتمال أن يكون من السّعة , وقدّمت السّماء لأنّها المُشاهدالمحسوس الذي تقوم به الحجّة , وليَقع البناء عليها مرّتين على لفظها وعلىضميرها لأنّ الأصل : وبنينا السّماء بنيناها , لتحقيق أنّها مبنيّة وأنّبناءها لم يكن إلاّ من الله القادر الحكيم , ولذلك علّق بالفعل على قولهبأيدٍ , والجملة الحاليّة تدلّ على أنّ الإيساع ثابت له عند البناء فذلكالبناء العظيم لم يُنقص من قدرته أو لم يمنع من توسيعه .
المعنى :أنّهذه القبّة التي أحاطت بكم من جميع الأرجاء نحن بنيناها بقُدرتنا ذلكالبناء المُحكم المُتقن بنيناها ونحن على قوّتنا وقدرتنا نقدر على بناءأعظم منها لو شئنا , أو نحن على قدرتنا وطاقتنا في إفاضة الخيرات والبركاتمنها عليكم , ــ هذا على أنّه من الوسع ــ أو بنيناها وقد وسّعنا أديمهاحتّى أحاطت بهذه الأجرام السّابحة التي منها ما لا يكون معه جرم الكرةالأرضيّة إلاّ كحمصة فوق مائدة كبيرة , ــ هذا على أنّه من السّعة ــ .
تحقيق آية كونيّة من الآيات القرآنيّة :السّماءفي اللّغة هي كلّ ما علاك , فكلّ ما علا الأرض من سُحب وطبقات هواء وكواكبتسبح في الفضاء وما وراء ذلك من القبّة المُحيطة الكبرى هو للأرض سماءوكلّ هذه مُتقنة الصّنع مُحكمة الوضع مُتلاحمة الأجزاء مُرتبط بعضها ببعضارتباطا مُقدّرا بالمسافات المُدققة التي لا يكون معها تصادم ولا ارتخاءووضعها على هذه الصّورة المُنظّمة المُحكمة هو البناء وعليها كلّها ينبغيأن يُحمل لفظ السّماء في الآية المُتقدّمة وقد جاء لفظ السّماء في القرآنمُرادا به القبّة المُحيطة في مثل (<< ولقد زيّنّا السّماء الدّنيابمصابيح >>) (<< إنّا زيّنا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب>>) وجاء مُرادا به السّحاب في مثل (<< والذي نزّل من السّماءماء بقدر >>) فإنّ المطر ينزل من السّحاب لقوله تعالى : (<<ألم تر أنّ الله يُزجي سحابا ثمّ يؤلّف بينه ثمّ يجعله رُكاما فترى الودقيخرج من خلاله >>) وجاء مُرادا به طبقات الجوّ في مثل (<<ويُنزّل من السّماء من جبال فيها من برد >>) والبرد يتكوّر في طبقاتالجوّ , والمُتتبّع لمواقع لفظة السّماء من الكتاب العزيز يتحقق هذا.
الآية الثانيّة :
الألفاظ والتّراكيب :الأرضهي هذه الكرة التي نعيش عليها , فرشناها : بسطناها بزينتها ومنافعها ,الماهدون : من مهّد الشّيء وضعه وسوّاه وهيّأة للنّوم والجلوس والرّاحة ,ويجري في تقديم الأرض ما تقدّم في تقديم السّماء , ومن يسير على هذاالبساط المفروش ويطّلع على ما هُيّئ فيه من أسباب الحياة لكلّ ما فيه منحيوان لا يتمالك أن ينطق بالمدح والثناء على من هيّأ هذه التّهيئة ومهّدهذا التّمهيد ولذا قرنت الجّملة الأخيرة بالفاء فقيل فنعم الماهدون , ولايُغني فرش الأرض عن مهدها لأنّ المهد يتضمّن ما حصل فيها من مرافق وموادوأسباب للعيش على أديمها والتّنعم بخيراتها .
المعنى :إنّالأرض التي أنتم مُتمكّنون من الوجود على ظهرها والسّير في مناكبهاوالانتفاع بخيراتها نحن فرشناها لكم وهيّأنا لكم أسباب الحياة والسّعادةفيها على أكمل وجه وأنفعه وأبدعه , ممّا نستحقّ به منكم الحمد والثّناء .
دقيقة كونيّة في الآية القرآنيّة :شأنالفراش أن يكون ما تحته لا يصلح للجلوس والنّوم عليه , وما تحت وجه الأرضهو كذلك لا يصلح للحياة فيه فإنّ تحت القشرة العليا من الأرض الموادالمصهورة والمياه المعدنيّة والأبخرة الحارّة ممّا تنطق به البراكينالمُنتشرة على وجه الأرض في أماكن عديدة فكانت القشرة العليا من الأرض مثلالفراش تماما .
الآية الثالثة :
الألفاظ والتّراكيب :منكلّ شيء : من كلّ جنس من الأجناس , خلقنا : كوّنا , زوجين : فردانمُتباينان يكمّلّ أحدهما الآخر في عالم الحيوان وعالم النّبات وعالمالجماد , تذكرون : تذكرون ما أودع في فطرتكم من المعرفة لما تنظرونبعقولكم في عجائب الخلق فتُدركون ما له جلّ جلاله من الألوهيّةوالرّبوبيّة والوحدانيّة , وقدّم ـ من كلّ شيء ـ لأنّ الأشياء هيالمُستدلّ بها ولِبعث الهمم على النّظر فيها .
المعنى :إنّاخلقنا الأشياء التّي تُشاهدونها على الزّوجيّة والتّركيب من شيئينمُتضادّين لتكونوا , بحيث يُرجى منكم أن تعلموا أنّ النّقص والعجز عمّالمخلوقات كلّها لحاجة كلّ شيء منها إلى ضدّه , وقصوره بنفسه , فالقدرةوالكمال للخالق وحده فلا يستحق العبادة سواه فاعبدوه ووحّدوه .
توسّع في التّذكر:النّظرفي الأزواج مُفض للعلم بما ذكرنا وللعلم بأنّ الخلق غير صادر عن طبيعةالأشياء فإنّ النّار ــ مثلا ــ لا يصدر عنها التّبريد والتّسخين لأنّالسّبب لا يُنتج الضّدّين فالمخلوقات كلّها صادرة بطريق الخلق عن فاعلمُختار وللعلم بوجوه كثيرة من إحاطة علمه وشمول حكمته وعموم نعمته .
حقيقة نفسيّة في نُكتة بلاغيّة :إذانظر العقل في هذه الأزواج وفكّر انكشفت له وُجوه سرّ دلائل الرّبوبيّةوالألوهيّة والتّوحيد وإذا حصل الانكشاف الأوّل تبعته انكشافات , فإذا حصلمنه التّذكر أفضى به إلى تلك الوجوه الكثيرة ولهذا نزل الفعل منزلةاللاّزم الذي لا يُراد منه إلاّ حصول الحدث .
آية كونيّة في الآية القرآنيّة :منالأزواج ما هو ظاهر مُشاهد معلوم من قديم مثل السّماء والأرض , واللّيلوالنّهار والحرّ والبرد والذكر والأنثى في الحيوان وبعض النّبات , ومنهاما كشفه العلم بما مهّد الله له من أسباب كالجُزء الموجب والجُزء السّالبفي القوّة الكهربائيّة وفي الذرة التي هي أصل التّكوين فلا فرديّة إلاّلخالق هذه الأزواج كلّها الذي أنبأنا بها قبل أن تصل إلى تمام معرفتهاالعقول فكان من مُعجزات القرآن العلميّة التي يُفسّرها الزّمان بتقدّمالإنسان في العلم والعُمران .
بلاغة التّنويع والتّنزيل :لمّاكانت السّماء مُتلاحمة الأجزاء في العلاء ثابتة على حالة مُستمرّة في هذهالدّنيا على البقاء ناسبها لفظ البناء , ولمّا كانت مظهر العظمة والجلالناسبها لفظ القوّة , ولمّا كانت الأرض يطرأعليها التّبديل والتّغيير بمايُنقص البحر من أطرافها وبما قد يتحوّل من سهولها وجبالها وبما يتعاقبعليها من حرث وغراسة وخصب وجدب ناسبها لفظ الفراش الذي يُبسط ويُطوىويُبدّل ويُغيّر ولمّا كانت أسباب الانتفاع بها المُيسّرة ضرورية للحياةعليها وكلّها مُهيّأة وكثير منها مُشاهد وغيره مُعدّ يُتوصّل إليه بالبحثوالاستنباط ــ ناسب ذكر التّمهيد , ولمّا كانت الأزواج مُكوّنا بعضها منبعض ناسبها لفظ الخلق ولمّا كان النّظر في الزّوجين هو نظر في أساسالتّكوين لتلك المذكورات السّابقة وهو مُحصّل للعلم الذي يحصل من النّظرفيها قرن بلفظ التّذكر .
الآية الرّابعة :
الألفاظ والتّراكيب :الفاءللتّرتيب لأنّ ما قبلها على ما فيه من عظمة وكمال وجمال فهي مخلوقة موسومةبسمة العجز والنّقصان فلا يصلح شيء منها للتّعويل عليه فلم يبق إلاّالخالق القادر ذو الجلال والإكرام فهو الذي يُفرّ إليه دون جميع المخلوقات, فِرّوا : اهربوا , النّذير : المُعلم بما فيه هلاك لتُجتنب الأسبابالمٌُؤدّية إليه , المُبين : الذي يُوضّح ما أنذِر منه والأسباب المُؤدّيةإليه والوسائل المُنجية منه , مع إقامة الحجّة على صدقه ونُصحه , وقدّملكم ليُفيد اهتمامه بهم وذلك ليجلبهم إليه فيستمعوا لنُصحه وبُعده منهليُبيّن مصدر رسالته وذلك ليُبيّن لهم أنّه مأمور فلا يستكبروا عن قبولدعوته , وأكّد الجُملة لأنّهم في مقام التّردّد أو الإنكار .
المعنى :هذهالمخلوقات كلّها عاجزة في نفسها مُفتقرة ــ ابتداء ودواما ــ إلى خالقهافاهربوا من شرّها إلى خالقها فهو الذي يُنجيكم ويهديكم إلى خيرها ولاتغترّوا بشيء منها فإنّها لا تملك حفظا لنفسها فكيف تملكه لغيرها , إنّنيأحذركم الهلاك إذا اغتررتم بها وقطَعَتكم عن خالقها ولم تهربوا إلى اللهمنها وقد أبَنتُ لكم مصدر الهلاك وطريق النّجاة .
نُكتة التّنويع :جاءتالثلاث الآيات الأوَل كما يكون قولها من الله , وجاءت هذه الآية كما يكونقولها من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تنويعا للخطاب وتفنّنا , فإنّهلمّا كان ما في هذه الآية هو المقصود حوّل أسلوب الكلام من الإخبار إلىالأمر تجديدا لنشاط السّامع وبعثا لاهتمام المُخاطبين وحثا لهم وتوكيداعليهم , وفيه تنبيه على أنّ ما يقوله النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّممثل ما يقوله الله في وُجوب الإيمان والامتثال .
بيان وتوحيد :هذاالعالم بسمائه وأرضه وأزواجه هو فتنة للإنسان بما فيه من لذائذ ومن جمالوما فيه من قوّة وما فيه من سُلطان , وقد ركّبت في الإنسان شهواته وأهواؤهوسُلّط عليه الشّيطان يُغويه ويُزيّن له , فكلّ هذا العالم إذا ذهب فيهالإنسان مع أهوائه وشهواته تحت إغواء الشّيطان وتزيينه فإنّه ينحطّ إلىأسفل سافلين ويصير عبدا لأهوائه وشهواته وشيطانه ولكلّ ما فتنه من العالموذهب بلُبّه , وقد ينتهي به ذلك إلى عبادته من دون خالقه , فالعالم بهذاالاعتبار شرّ وبلاء وهلاك يجب الفرار والهروب منه ولا يكون هذا الفرار منهإلاّ إلى خالقه بالإيمان به , والتّصديق لرُسله , والدّخول تحت شرعه فبذلكيعرف الإنسان كيف يجعل حدّا لأهوائه وشهواته وكيف يضبطها بنطاق الشّرعوزمامه , وكيف يدفع عنه كيد شيطانه وكيف يتناول سماء العالم وأرضه وأزواجهبيد الشّرع فيعرف ما فيها من نعمة وحكمة فيستغلّها بهداية الشّرع مُفرّقاعلميا وعمليّا ــ بين منافعها ومضارّها , فيعظم بها انتفاعه ويزداد فيهااطّلاعه واكتشافه , فتتضاعف عليه منها الخيرات والبركات ويزداد علمهوعرفانه , ويقوى يقينه وإيمانه ويعظم لله برّه وشكرانه , فيكون له ذلكالعالَم جنّة الدّنيا وقنطرة لجنّة الأخرى , ويفوز من الدّارين بالمُبتغى, كلّ هذا بفراره من المخلوقات إلى خالقها فسَلم من شرّها وفاز بخيرها فمنهرب من المخلوقات إلى خالقها نجا ومن فرّ من الخالق إلى شيء من مخلوقاتهكان من الهالكين .
إرشاد وتعميم :كلّما يُصيب الإنسان من محن الدّنيا ومصائبها وأمراضها وخُصوماتها ومن جميعبلائها لا يُنجيه من شيء منه إلاّ فراره إلى الله , ففي العدالة الشّرعيّةما يقطع كلّ نزاع , وفي المواعظ الدّنيّة ما يُهوّن كلّ مُصاب , وفيالهداية القرآنيّة والسّيرة النّبويّة ما يُنير كلّ سبيل من سُبل النّجاةوالسّعادة في الحياة , يعرف ذلك الفقهاء القرآنيون السّنّيّون , واسألواأهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
تنبيه على وهم :ليسالفرار من الأمراض بمُعالجتها ومن المصائب بمُقاومتها فرارا من الله لأنّالأمراض هو قدّرها والأدوية هو وضعها ودعا إلى استعمالها والتعالج بهاوكذلك المصائب وما شرع من أسباب مُقاومتها فكلّها منه بقدَره والإنسانمأمور منه بأن يُعالج ويُقاوم فما فرّ من قدَره إلاّ إلى قدَره ولهذا لمّاقال أبو عُبيدة لعُمر رضي الله عنهما في قصّة الوباء : أفرارا من قدر اللهيا عُمر ؟ قال عُمر : نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله >> وفيالحقيقة كان الفرار من شرّ في مخلوقٍ إلى الله يرجو منه الخير في غيره .
تحذير من جهالة :ليسالمقصود بالفرار من الدّنيا ترك السّعي والعمل وتعاطي الأسباب المشروعةلتحصيل القوت ورغد العيش وتوسيع العمران وتشييد المدينة بل المقصود الفرارمن شُرورها وفتنتها , وتناول ذلك كلّه على الوجه المشروع هو من الفرارإليه والدّخول تحت شرعه كما قدّمناه وقد ضلّ قوم فزعموا ذلك طاعة وعبادةفعطّلوا الأسباب وخالفوا الشّريعة وحادوا عمّا ثبت من السّنّة وفيهم سُئلإمام الحديث والسّنّة أحمد بن حنبل رحمه الله , سُئل عن القائل أجلس لاأعمل شيئا حتّى يأتيني رزقي , فقال : << هذا رجل جهِل العلم , أما سمع قول النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إنّ الله جعل رزقي تحت رُمحي , وقوله : تغدو خماصا وتروح بطانا , وكان الصّحابة يتّجرون في البرّ والبحر ويعملون في نخيلهم وبهم القدوة >> .
تطبيق :إذارأينا طائفتين من المؤمنين تنازعتا فأمّا إحداهما فالتجأت إلى السّلطانتستغيثه وتستعين به وتحطب في حبله , فأغاثها وانتقم لها وأمدّها وقرّبهاوأدناها , وأمّا الأخرى فلم تستغث إلاّ بالله ولم تستنصر إلاّ به ولمتعتمد إلاّ عليه ولم تعمل إلاّ فيما يُرضيه من نشر هداية الإسلام وما فيهامن خير عام لجميع الأنام وتحمّلت في سبيل ذلك كلّ ما تسبّبت لها فيهالطّائفة الأخرى ومن تولّته وهربت إليه , ــ إذا رأينا هاتين الطّائفتينعرفنا منهما ــ يقينا ــ الفارّة من الله والفارّة إليه فكُنّا ــ إن كنّامُؤمنين ــ مع من فرّ إلى الله .
الآية الخامسة :
الألفاظ والتّراكيب :ولاتجعلوا : ولا تضعوا من عند أنفسكم ما لا وُجود له , إلها : معبودا تخضعونله وترجون منه التّصرّف في الكون ليجلب لكم النّفع ويدفع عنكم الضّرّ ,وتقدّمت ألفاظ آخر الآية .
المعنى :ولاتجعلوا في فراركم إلى الله شيئا معه من مخلوقات تعتمدون عليه وتلتجئونإليه فتكونوا قد أشركتم به سواه فإنّي أحذركم ما في ذلكم من هلاككمبالشّرك الذي لا يقبل الله معه من عمل وإنّني قد أبنت لكم لزوم توحيده فيالفرار إليه كما بيّنت لكم لزوم ذلك الفرار .
نُكتة التّكرير :أعادإنّي لكم منه نذير مُبين مع الآية الخامسة ليُبيّن لهم أنّ عبادة الله معالإشراك به كتعطيل عبادته , فهلاك المُشرك كهلاك الجاحد , والنّجاة أنتعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئا لا في رُبوبيّته ولا في ألوهيّته .
تنبيه وتحذير :جاء في الحديث فيما رواه أصحاب السّنن أنّ الدّعاء هو العبادةفمن دعا غير الله فقد عبده ومن دعا مخلوقا مع الخالق فقد أشرك فإذا دعوتفادع ربّك ولا تدع معه أحدا , وكيف تدعو من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا ,وإذا توسّلت فتوسّل بأعمالك بإيمانك وتوحيدك وباتّباعك لمحمّد صلّى اللهعليه وآله وسلّم ومحبّتك فيه واعتقادك ما له عند الله من عظيم المنزلةوسُموّ المقام عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام .
بيان نبويّ قولي :قالعليه الصّلاة والسّلام فيما يُقال عند النّوم : ( لا ملجأ ولا منجى منكإلاّ إليك ) والملجأ هو المهرب الذي يُهرب إليه , والمنجى هو مكان النّجاةفبيّن لنا أنّه لا يكون الهرب إلاّ إلى الله , ولا تكون النّجاة إلاّبالهرب إليه فمن هرب لغيره كان من الهالكين , كما بيّن أنّ كلّ ما يجري فيهذا العالم فهو بخلقه بقدره فلا مهرب ولا نجاة ممّا خلق وقدّر إلاّ إليه .
بيان نبويّ عمليّ :روى أحمد وابن جرير عن حذيفة ابن اليمان أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان إذا حَزَبَهُ أمر صلّى ,وفزع للصّلاة يعني إذا نزل به مهمّ أو أصابه غمّ فزع للصّلاة , فبيّن لنابالفعل أنّ الفرار إلى الله بالتّلبّس بطاعته وصدق التّوجّه إليه ,والدّعاء والتّضرّع والخشوع له , والاستسلام لدينه وشرعه والإخلاص فيعبادته والاعتماد عليه , وذلك كلّه موجود على أكمله في الصّلاة التي هيعمود الدّين ومظهر كماله .
جعلنا الله من الفارّين إليه والمقبولين لديه , آمين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سر الوجود
إدارية
إدارية
سر الوجود


عدد المساهمات : 407
تاريخ التسجيل : 20/07/2010
النقاط : 51374

 الفرار إلى الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرار إلى الله     الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 4:32 pm

 الفرار إلى الله  Rdd75uv7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Explorer
مشرف
مشرف
avatar


عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 28/09/2010
النقاط : 49996

 الفرار إلى الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرار إلى الله     الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:20 pm

بارك الله فيك
يرجى عدم الاهمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مشتاقة الحرمين
مشرفة
مشرفة
مشتاقة الحرمين


عدد المساهمات : 122
تاريخ التسجيل : 05/11/2010
النقاط : 49752

 الفرار إلى الله  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرار إلى الله     الفرار إلى الله  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 11, 2011 5:09 pm

 الفرار إلى الله  Post-100423-1233498784
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرار إلى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى ثانويتي الأمير خالد & محمد اليعقوبي :: المنتدى الإسلامي :: قسم القرآن الكريم و علومه-
انتقل الى: