مشتاقة الحرمين مشرفة
عدد المساهمات : 122 تاريخ التسجيل : 05/11/2010 النقاط : 51622
| موضوع: مشهد الحجيج السبت نوفمبر 06, 2010 2:44 pm | |
| الله أكبر ، ماأعظم تدبر مشهد الحجيج ومافيه من آيات عظام، فأسأل الله الكريم من فضله ، فلنتأمل هذه الأبيات من ميمية العلامة ابن القيم الجوزية -رحمه الله .
مشهد الحجيج أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ = وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا وقدْكَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا = لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا = لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً = فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ = وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً = ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها = رِجالا ورُكْبانا ولله أسْلمُوا ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي = قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ = لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُو فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ = وأخرى على آثارِها لا تَقَدَّمُ وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها = فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها = وزالَ عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ = إلى أن يعودَ الطرْفُ والشوقُ أعْظمُ ولا عجبٌ مِن ذا فحِينَ أضافهُ = إلى نفسِهِ الرحمنُ ؛ فهو المعظَّمُ كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعظمَ حُلةٍ = عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مُعْلَمُ فمِنْ أجلِ ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ = وتَخْضَعُ إجْلالا لهُ وتُعَظِّمُ ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً = ومغفرة مِمَّن يجودُ ويُكرِمُ فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي = كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ = يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً = وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ = وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي = به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ = وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى = وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغاظهُ = فأقبلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظا وَيَلطِمُ وما عاينتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ = ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِ تُقْسَمُ بَنَى ما بَنى حتى إذا ظنَّ أنه = تمَكَّنَ مِن بُنيانِهِ فهو مُحْكَمُ أتَى اللهُ بُنيَانًا له مِن أساسِهِ = فخرَّ عليه ساقطا يتهدَّمُ وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي = إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرش يهدِمُ وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُوا بمَشعَرِ الْـ = ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها = لوقتِ صلاةِ العيدِ ثمَّ تيَمَّمُوا منازلَهمْ للنحْرِ يَبغونَ فضلَهُ = وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّمُ فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ = لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ = لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ = وذلِكَ ذلٌّ للعبيدِ ومَيْسَمُ ولمَّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَثَ الذِي = عليهمْ وأوْفَوا نذرَهُمْ ثمَّ تَمَّمُوا دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً = فيَا مرحَبًا بالزائِرين وأكرمُ فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ = وقدْ حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِ تُقْسَمُ وَللهِ أفضالٌ هناكَ ونِعْمَةٌ = وبِرٌّ وإحْسَانٌ وجُودٌ ومَرْحَمُ وعادُوا إلى تلكَ المنازلِ مِن مِنَى = ونالُوا مناهُمْ عندَها وتَنَعَّمُوا أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا = وأذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِ وأعْلِمُوا وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً = شعارُهُمُ التكْبيرُ واللهُ معْهُمُو فلو أبْصرَتْ عيناكَ موقفَهمْ بها = وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّ لِيُرْحَمُوا ينادونَهُ يا ربِّ يا ربِّ إننا = عبيدُكَ لا ندْعو سواكَ وتَعْلمُ وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ = فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَ وتُنْعِمُ ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ = وسالتْ بهمْ تلكَ البِطاحُ تقدَّموا إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً = وطافُوا بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا = بأنَّ التدَانِي حبْلُهُ مُتَصَرِّمُ ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ لِمُوَدِّعٍ = فلِلهِ أجفانٌ هناكَ تُسَجَّمُ وللهِ أكبادٌ هنالِكَ أُودِعَ الْـ = ـغرامُ بها فالنارُ فيها تَضرَّمُ وللهِ أنفاسٌ يكادُ بِحَرِّها = يذوبُ المُحِبُّ المُسْتهَامُ المُتيَّمُ فلمْ ترَ إلا باهِتًا مُتَحَيِّرًا = وآخرَ يُبْدِي شجوَهُ يَترَنَّمُ رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ = ونارُ الأسَى مِنِّي تَشُبُّ وتَضْرمُ أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي = وقلبيَ أمْسَى فِي حِماكُمْ مُخَيِّمُ هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ = إذا ما بَدا منهُ الذي كانَ يَكْتُمُ فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ = قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ = قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلمُوا قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ = بأنَّ الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ = عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّ ومَغْنَمُ وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ = وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِ مُحَرَّمُ فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى = أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذا التلوُّمُ وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى = ودانتْ كُؤوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ فاللهم اني أسألك من فضلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|