اليُتم غطى الكون برحيلك فحسبي أثرك سلوتي

يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11للهجرة ...
أظلمت سماء المدينة..وضجت بالبكاء..

قال عمرُ بنُ الخَطَّابِ-رَضِيَ اللُه عَنْهُ- يرثيه:

ما زَالَتُ مُذ وضع الفِرَاشَ لِجنْبِه *وثَـوى مَريضاً خائـِفاً أَتَوقَّـعُ

شَفَقاً عَليْهِ أن يـزُولَ مكـانُه * عنـا، فَنَبْـقَى بَعْـدَه نَتـوَجَّـع

نَفْـي فـداؤُكَ مَنْ لنا في أَمرِنا * أَوْ مَنْ نُشَـاورُهُ إذاً فَترَجَّـعُ

وإذا تَحَدَّثنَـا الحـوادٍثَ: مَـنْ لنـا *بالوَحي مِن رَبِّ رحيـمٍ يسمـعُ

ليتِ السماءَ تفطَّـرتْ أَكنَافُــهَا *وتناثرتْ فيها النجـومُ الطُّلّــَعُ

لمَّـا رأيتُ النـاسَ هـدَّ جميعُهمْ * صوتٌ يُنـادي بالنَّعيِّ فيُسْمـعُ

وسمعتُ صوتاً قبلَ ذلِكَ هدّني* عَبَّــاسُ يَنْعاهُ بِصوتٍ يُقْطَـعُ

فلْيَبْكِه أهـلُ المـدائـنِ كُلّـِها *المُسلمون بكلِّ أرضٍ تُجدع


أنكرت قلوب الصحابة موت الحبيب صلى الله عليه وسلم. .

ماصمد إلا الأسيف الصديق رضي الله عنه
وقام ونادى في موقف عصيب وقآل:
d]من كان يعبد محمدآ فإن محمدآ قد مات ومن كان يعبد الله فإنه حي لايموت ] ..

بعض القبائل ارتدت بعد وفآته....

يآلله
أي حب سكن قلوب البشر لهذا النبي المجتبى..
حن إليه النبات والجبال والجماد...
أحبه جبل أحد..
اشتكت إليه حمامة فُجعت بفراخهآ..

أي قلب كنت تحمله يانبي الرحمة..
أي خلق تربيت عليه..
أي دروس علمتها أمتك..
أي دين بعثت به..

كم بكيت وفاضت دموعك الطاهرة..خوفآ وشفقة ًُعلى أمتك..
فجاءتك البشائر من الرحمن أن لن نخزيك في أمتك..
كم من شر وفتن حذرتنا إيآهآ.....
كم جاهدت وعانيت ودعوت لأجل أن تنقذنا من النار...

صليت صلاة الكسوف وبكيت وقلت:
{ رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون }...

جُرحت وأدُميت وكسرت رباعيتك واحتسيت السم
وسُحرت ورمُيت باأبشع التهم والأوصاف
ووضع سلا الجزور على ظهرك
وُطردت من أحب البقاع إليك وقُذفت بالحجارة
وقتُل نفر من أصحابك وذُقت الجوع وسالت مدامعك

لأجل إبلآغ هذا الدين...

ولم تكتف بهذا بل ادخرت لنا يوم القيامة ماينجينا من حر لظى حوض و شفاعة ..

بعد كل التضحيآت والمجاهدآت
بعد كل مالآقيته من نكال وعذاب..

نرى كثير من سننك مغيبّة مندثرة..
ويظهر لنا حثالة ماعرفت قدرك ترسم وتستهزئ بك..
وآخر تبرأ منه لسانه يسبُ ويلعن ويطعن بشخصك..
والبعض ينسخ ويلصق مواضيع تعج باأحاديثك مجهولة المصدر..
أو منقولة من أين؟ الله أعلم...
والبعض ماوسعته سنتك فانبرى يبتدع ويحدث قصدآ أو جهلآ..
والغالب تساهلآ في التثبت...
وفريق رمى بسنتك وراء ظهره وشغف بتقليد الكفار
وكل جديد يخالف نهجك ..
وصدق عليه قولك:
[ حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ]..
وكثير تكاسل وتشاغل عن تطبيق سنتك في أيسر الأمور
مستندآ إلى ( لايُعاقب تاركهآ )..
وجماعة انسلخت من هويتها الإسلامية وصرحت بالعداء لأمرك ونهيك..
وأخرى تشكك في سنتك وشرعك..
وبيوت عُمرت بالمجلات الفاسدة ، وعُدم فيها القران ،
والقنوات التي تجاهر بالعصيان ، ....

فليس هذا ماتعلمناه منك..
ولا على هذا ربيتنآ..
إنما هو انتكاس بالفطرة

نشهد أنك بلغت الأمانة
ونصحت الأمة ، وجاهدت في الله حق جهآده..
وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
لآيزيغ عنهآ إلآ هآلك..