لآ تحتقرنّ نفسك..

الناظر في حال أمتنا اليوم يرى أنها مصابة بكثير من الأمراض القلبية التي تجعلها في ذيل القافلة

ومن هذه الأدواء(داء احتقار الذات)وعدم ثقة الفرد بقدراته بصورة جعلته في غاية السلبية

مما افقده الحماس الدافع للعمل, فترى الإنسان المسلم في أحيان كثيرة إنسان خاملا لايعمل لنفسه

شيئا فضلاعن أن يعمل للرفع من شأن أمته, إن الإنسان حينما يبتعد عن منهج الله تعالى وسنه

نبيه صلى الله عليه وسلم يحس بعبثيه الحياة وفقدان الهدف, ومن ثم احتقار الذات وعدم الشعور

بالمسؤليه يقول تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون) أنت أيها المسلم من قال

فيك النبي صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) أنت من خير امة


أخرجت للناس قال تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر

وتؤمنون بالله) أترضى أخي المسلم أن تكون سبب في فساد مجتمعك بقعودك

وتركك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بدين الله عز وجل؟ فأعلم إن الإسلام والدين

ينصر بجهد إفراد من الأمة وقد تكون أنت منهم فلا تحقرن نفسك أتعلم أن كلمة منك قد ترها عابرة

لأي إنسان لاتلتفت أنت لها,وقد تحتقرها وتقول في نفسك:هل أقولها أم لا؟وهل سيستفيد منها احد

أم لا؟قد يكون لها الأثر مالآ يخطر لك على بال وعلى مدار التاريخ الإسلامي هنآك عدد من العلماء

كانت هدا يتهم بسبب كلمه,وخذ على سبيل المثال "زآذآن"رحمه الله كان يضرب بالعود ويغني

وكان له صوت حسن فمر به عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:مآاحسن هذا لوكان بقراءة

كتاب الله !فقام وضرب العود على الأرض فكسره فلحق بابن مسعود رضي الله عنه وجعل يبكي بين

يدي ابن مسعود رضي الله عنه فأعتنقه عبدا لله, وجعل يبكي كل واحد منهما.ثم قال عبدا لله بن

مسعود رضي الله عنه:كيف لا أحب من أحبه الله عز وجل.فتاب إلى الله من ذنوبه

ولازم أبن مسعود رضي الله عنه حتى تعلم القرآن,وآخذ حضا من العلم حتى صار إماما في العلم,

فعبدا لله بن مسعود عمل بقوله صلى الله عليه وسلم ((بلغو عني ولو آية.....الحديث)) بل إن

رسولنا صلى الله عليه وسلم حثنا على أقل من كلمه وهي الأبتسامه وهي لآتكلف شيئا بقول صلى

الله عليه وسلم "لآتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"وكم للأبتسامه من

الأثر الطيب على نفوس إخوانك من المسلمين مما يزيدهم ألفه ومحبه فيما بينهم وهي كذلك تزيل

الأحقاد والضغائن بآذن الله ....نعم !كم من ابتسامه رفعت الأسى والحزن عن مصاب , وكم من

ابتسامه أزالت غضب غضبان ودلت بجمالها على حسن نوايا الإنسان ,كم من ابتسامه كانت سبب

المحبة بين الأخوان فى الله فزادت العلاقات وقويت وأندحر الشيطان وخنس ثم يآأخي الطيب!

لآتحقرن آنسات على وجه الأرض,فقد قال الله تعالى((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))فالإسلام أعز

بالإيمان بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيبا الرومي رضي الله عنهم _ وأذل بالكفر أبا جهل

القرشي وكسرى الفارسي وهرقل الرومي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((بحسب امرئ من

الشر أن يحقر أخاه المسلم)) نعم ليست نضرتنا في المقياس ,بل يكفي أن نبذل الوسع في الدعوة

مع جميع المسلمين وعدم القياس بقياسنا,بل نعطي وندعو ونترك الهدايه بيد الله. وهناك من

الأعمال مايدخلنا الجنة ...فيخالطه من الرياء أو السمعة أو عدم الإخلاص أو نحو ذلك مما يحبطه

أو يصغره .. والعكس بالعكس فقد نحقر بعض الأعمال ولا نراها شيئا في أعيننا ويخالطها في

أعمال القلوب في الإخلاص والرجاء والمحبة ونحو ذلك مما بجعلها كبيره .. كما قال احد السلف

(كم من عمل كبير صغرته النية ,وكم من عمل صغير عضمته النية) خذ على سبيل

المثل هذه المواقف التي وردت بها ألسنه من الأعمال التي قد لا نراها في أعيننا شيئا فعن أبي

هريرة رضي الله عنه قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش

إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل,فنزعت موقها فسقته فغفر الله لها به)فهذه بغي (أي زانية تمارس الزنا بل هو مهنة لها)عملت هذا العمل الذي نحقره نحن,وانظر للعمل سقيا كلب,فكيف ببني

الإنسان؟بل فكيف بأعمال فيها من نشر الخير مافيها ونشر للعلم ونحوها ونحن لانراها في أعيننا

شيئا وهي عند الله بقد عظيم....؟وهذا عمل محتقرا آخر ايظا لانلتلفت إليه....اقرأ وتأمل : عن أبي

هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينمارجل يمشي بطريق وجد غصن

شوك على الطريق فأخذه فشكر الله له فغفر له)فلا تحقر عملا صغيرا في نظرك ابدأ بأي عمل ولو

صغير فأن البدايات دائما تكون اضعف من النهايات, شارك بكلمه أو مقال أو شريط أو شارك في

منتدى ابعث رسالة اطرح فكره فكم من وسيله هي بين أيدينا سهله ونافعة وقليله تكلفتها. وأخيرا

أخي المسلم بما تطيق فأن الله( لن يحسبنا إلا بما أعطانا من القدرات والطاقات , وكل بحسبه,

فبقدر مااعطاك سيحاسبك ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فلن يحاسب ألا صم الأبكم كالسميع

المتكلم ولن يسأل من أعطاه العلم والقدرة على الأ لقاء والتحدث كمن لا علم لديه ولا قدره له على

ذلك. ولن يحاسبنا ويسألنا إلا بقدر الطاقة البشرية وبحسب المستطاع وهو تعالى – لن يسألك عمن

هم في مجاهل إفريقيا , أو في منهم أقصى الأرض إذا كنت لاتستطيع الذاهب إليهم وليس لديك من

العلم ماتبلغه إياهم بل سيسألك عن نفسك واهلك( ياايها الذين امنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا

وقودها الناس والحجارة)وسيسألك عمن هم في مقدرتك ومن هم حولك, فبلغ من

تستطيع ممن هم حولك ( وانذر عشيرتك الأقربين) جعلنا الله وإياكم هداة مهتدين
انظر إلى الجوانب المشرقة في نفسك, ودع الجوانب السلبية
فكم تحمل في نفسك كما لايستهان به من الطاقات والقدرات
فستغلها قدر الإمكان

دمتم بود